Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
liberté
17 octobre 2010

أعلى من الضوء

أعلى من الضّوء

يوم 13 أوت 2010 يمر عام على رحيل والدتي المرحومة نفيسة الحوكي

فإلى روحها الطّاهرة أهدي كلّ القصائد. 

تعالى مع الموج وجه الصبيحة يهطل أعلى من الضّوء، من عتمات الصّباح، مسالك هذا الصّباح تكرّر أسئلة بعضها

لا يزال يرافق خطو الحواجز، و الماء يصعد نحو القرارة مثل صعود المطر، هكذا تتقاطع أوتار أغنيتي.

سماء الحمائم أمّي

هتاف البياض...

و ماذا؟

سؤال البدايات يفتح بوّابة الرّوح.

أصغي إلى همسات الخطى،

و اليباب انتصار المسافات ملء الهديل.

أحيط العبارة بالضّوء،

ماذا تبقّى من الضّوء؟

من وطن خارج الأرض يشبهني؟

من حروف على ثغرها تتغنّى الحروف؟

سماء الحمائم أمّي،

و أمّي الممرّ المؤدّي إلى البدء

تسرد عشب البلاد،

لها في احتفال الكلام مساحة صمت و مملكة للغياب.

و أمّي العبارة فوق الحروف و فوق الغمام.

و ماذا؟

تسيل القوافي إلى مدن يتوغّل في ليلها اللّيل،

يشبهني خوفها،

و الحكايات بحّت حناجرها و الكلام.

و ماذا؟

و تمتدّ أغنية الحبّ نحو الشّواطئ تحت السّماء الخفيضة، تخفي سفائن نظرتها في تلاوين لحن تمادى خلال اغتيال الفرح،

و بين الرّصاصات يطلع وجه الصّباح العصيّ، يفاتح بوّابة الموت حتّى انهمار النّهار، يداه يداي جناح الخرافة.

أمّي انتظار الشّواطئ،

بلّور أغنيتي،

لؤلؤ الذّات،

عطر يصوغ الرّحيل،

لها خطوات المكان،

لها خطوات الزّمان،

لها نبرة الماء،

أمّي النّدى و المدى و يقين الخطى،

ثمّ ماذا؟

سلام على الولد المتدفّق بين أصابع آلهة الرّيح،

الطّرقات ترتّل خطوه المتعالي،

فهل مات،

هل مات محتفلا أم تراه تجرّع منفاه؟

سلام على البلد المتورّم في قدمي،

سلام على من تسربل باللّيل في اللّيل،

أوقد في الجدران ظلال الشّجر،

و تكتظّ ذاكرة الطّفل،

أمّي جناح الصّباح،

تناولني الورد،

يسندني صمتها...

بكى النّخل، و اللّه أوحى إلى الطّفل صمتا تعطّره الرّوح في لغة الرّوح،

يا دمع أمّي!

سماء البلاد تصدّق أكذوبة المطر.

و صلنا إلى آخر الطّلقات الّتي تسكب الموت فوق بقايا المنازل،

خلف سياج المعاني تكثّف بوح الدّماء،

سنابل ضوء تعرّي الصّباح المعطّر،

و الأرض تحتاج أجنحة كي تهاجر هذا المقرّ.

أنا خلف ليل الشّتاء المدمّى أسمّى،

و فوق غيم التّتار أحلّق،

أمّي الجناح المعلّق،

عطر يصدّق...

أمّي انتمائي إلى ما تبقّى،

إلى مطلع الذّات،

أمّي الّذي كان،

ذاكرة النّبع،

الماء أسماؤها،

نبرة السّيل إيقاع نبضي،

تعبت من الموت،

هل أكتفي بالتماع القوافي؟

و ماذا؟

سأختار وجهها،

أختار أسئلة القمح،

أمّي النّدى ملء بوحي،

هتاف قديم يعاود معصية السّيلان ،

و مازلت أنتظر الموج،

أمّي غناء تحرّر من كفن القول،

من نبرة تتلاشى،

و ينهمر الخطو،

أمّي المدينة، نهج صريح يفيض على شفة الطّفل حين ينهض من موته المتكرّر ليركض في الخفقات قبالة هذا الزّجاج،

كما الكلمات تغيب السّفائن،

هل أرتدي شوقها؟

لا المرايا تقارب بين المنافي،

و لا نبرة اليتم تعبر خلف القوافي،

أغنّي لتعلو البلاد،

و ينتصر النّخل

هذا المؤبّن مازال يشهد أنّي قريب من الماء،

آمنت بالسّيل،

أمّي

سلام عليك،

سلام على مطر صاعد،

سلام على شجر عائم في الأناشيد،

ما بين أغنية و جناح،

يخبّئ صمت القوافي دموع الصّباح،

و يرتجل الماء بوح الخطى،

خلسة أتذكّر دمعة أمّي،

فأدرك أنّي تكاثرت في قاع صمتي،

و أدرك أنّ العبارة أعلى من الضّوء،

أمّي نهار يديم الوقوف على نبرة المطر،

و القرمطيّ المشرّد بين المراجع يدرك معجزة الموت خارج منفاه.

أمّي

نهارك أجمل من نظرات النّهار،

نهارك أعلى من الوثبات،

نهارك حبّ أغنّيه أعلى من الحزن،

أعلى من السجن في جسدي،

أتوكّأ فوق صباحي القتيل،

و آتيك معتذرا عن رحيلي،

و معتذرا لدمي و النّهار.

و ماذا أضيف؟

تعبت من الموت،

قد أعبر الغاب تحت السّماء الخفيضة،

أعلو إلى دمعك المتعالي،

نهارك حبّ أغنّيه أعلى من الوجهة المرهقة.

حمّام الأنف في 13 أوت 2010

   

Publicité
Publicité
Commentaires
liberté
Publicité
Publicité